طـــــرق احتيـــال جــديـــــدة لغــش العســـــــل

طـــــرق احتيـــال جــديـــــدة لغــش العســـــــل


إن الفقر والعوز والحاجة ﻻ تبرر الغش والتدليس وخاصة عندما تكون الضحية هم أناس طيبون... محتاجون وربما أكثر فقرا من الغشاش ,فقد انتشر في الآونة الأخيرة بأحياء مدينة حمص بيع العسل بسعر رخيص حيث وصل سعر الكيلو غرام إلى 1500 ليرة و ادعى بائعوه وهم مجموعة شبان في مقتبل العمر أنهم من منطقة خارج المحافظة و أن لديهم مناحل كثيرة ولا يوجد عندهم تصريف للعسل لذلك يبيعونه بسعر زهيد لكن نتيجة شكوى من أحد المواطنين عن أحد هؤلاء الذين يقومون ببيع العسل بأسعار مشكوك فيها توجهت إحدى دوريات حماية المستهلك إلى المكان و تمت مصادرة الكمية...هذا ما أوضحه مدير التجارة الداخلية و حماية المستهلك محمود صليبي للعروبة ,وأضاف: أغلب المواصفات العامة الفيزيائية  كتجانس اللون والمطاطية والطعم تبدو للعين مقبولة ولكن المفاجأة كانت كبيرة بأن هذه المادة ليست عسلاً  إنما عبارة عن قطر مضاف إليه «منكهات» ومصنوع بخبرة عالية من الاحتيال حيث تبين بعد سحب عينات منه للتأكد من صلاحيته الغذائية في مخبر المديرية و نتيجة التحليل تبين أنها مخالفة و ليس فيها مواصفات العسل الطبيعي ,مضيفا أن عمل المخبر له ضوابط حيث نقوم بعد سحب العينات بتسليمها إلى “شعبة العينات” التي تقوم بتفريغها في سجل خاص و إعطائها رقما سريا غير معروف حتى لا يحدث أي التباس و يقوم رئيس دائرة المخبر بتوزيعها على المحللين في المخبر حسب نوعها و تصدر النتيجة أنها “مطابقة أو مخالفة” علما أن أجور التحليل مكلفة و هي متفاوتة حسب القرائن و طبيعة التحليل ثم يتم إحالتها للدائرة القانونية و التي تمثل مديرية التجارة في الادعاء على من يثبت مخالفته لقانون حماية المستهلك وفق الأنظمة و القوانين و يتم رفع الادعاء العام للسيد المحامي العام بحمص لرفع الدعوى بحق المخالف الذي يحاكمه قاضي التموين وفق القانون و يصدر بحقه الحكم المستحق.  

و أضاف صليبي أن الشكاوى من قبل المواطنين لا تتجاوز عادة الـ 5% أما  95 % هي عمل الدوريات على كافة مساحة المحافظة حيث يوجد لدينا 16 دورية إحداها تقوم بسحب العينات و بقية الدوريات تقوم بجولات في الأسواق لسحب العينات المنتهية الصلاحية و المخالفة و متابعة المخابز و محطات الوقود و المواد الغذائية و لا نتخذ أي إجراء قانوني إلا بعد علمنا أن المادة المخالفة مطروحة في الأسواق و نتمنى من المواطنين التعاون دائما معنا لتقديم شكاوى على الهاتف 119 أو موقع المديرية الالكتروني آو موقع الوزارة.  

و حول هذا الموضوع قال أحد مربي النحل “محمد توفيق يوسف”من قرى القبو :أنا من هواة تربية النحل منذ عام 1992 و أؤكد لكم أنه ﻻ يمكن أن يعرف العسل المغشوش غير “ضمير النحال والمخبر”..!  وكل ما يقال عن تجمد أو لون أو طعم أو رائحة ﻻ قيمة له وليس معيارا لكشف جودة العسل أو غشه ..
و أضاف :هناك نقطة هامة و هي أن كل المنتجات والحاجات يمكن أن نتقبل شراءها من الباعة المتجولين إﻻ العسل الذي يحتاج إلى شروط حفظ خاصة حيث لا يصح تعريضه للحرارة وأشعة الشمس ﻷنها تفقده الكثير من فوائده ..فما بالك بمحتال أو بائع متجول يضعه كيف ما كان وأينما كان ..؟ إذ رغم أن العسل مادة حافظة بذات الوقت يحتاج التعامل معه لطريقة صحيحة في القطاف والتعبئة والحفظ.

لكن مربي النحل محمد العمر من قرى تلكلخ قال:لا يمكن التفريق بين العسل الأصلي والعسل المغشوش إلا بالتحليل المخبري الذي يقدم أهم نتيجتين من تركيبة العسل وهي :”نسبة الرطوبة ونسبة السكر الطبيعي” و يمكن تفريق العسل الطبيعي عن المغشوش في حالة التجمد بكل أنواع العسل إلا عسل “اليانسون والحبة السودة” لا يمكن معرفته بحالة التجمد لأن هذين النوعين لا يمكن أن يجمدا بنفس السنة بل يحتاجان إلى سنتين على الأقل كما أن العسل الأصلي لا يتجمد وهو على الحالة السائلة التي يكون فيها بالصيف بل على مرحلتين الأولى في نهاية تشرين الأول عندما يبدأ الجو بالبرودة حيث يتحول لقطع كحبة البرغل وبهذه المرحلة الكثير من الناس يتخوفون من شرائه و يشكون بأنه مغشوش و مخلوط بالسكر أما مرحلة التجمد الكلية فتحدث بكانون الأول و الثاني و يصبح العسل كالسمنة في شكله و نسبة القساوة تكون حسب المرعى وهناك طريقة للتقليل من قساوته بمرحلة التجمد سهلة جدا و هي فتح المطربان مابين 15 و 30دقيقة ثم إغلاقه وتركه لساعتين حيث يعود للحالة السائلة .  

 أما مربي النحل أبو أحمد من الريف الغربي لحمص فقال:نقوم عادة في شهر آب بقطف العسل من النحل حيث تكون أسعاره في البداية عادية و عموما تتراوح أسعار كغ العسل  بين 5 آلاف و 10 آلاف حسب نوعه و جودته و إذا كانت أقل من 5 آلاف فيجب أن يشك المشتري بالموضوع فقيمة التكلفة لانتاج العسل ارتفعت بعد ارتفاع أسعار الأدوية والخشب و«مطربانات»التعبئة ومن المتوقع أن تكون أسعار العسل هذه السنة أغلى من السنة الماضية مع العلم أن بشائر الخير من ناحية المرعى جيدة لكن كمية النحل قلت بشكل غير طبيعي في الريف الغربي بسبب الدبور الأحمر الذي قضى على مناحل كثيرة و هناك نحالون فقدوا المناحل  بشكل كامل.
أخيرا فإن هؤلاء الشبان الذين يبيعون عسلا مغشوشا يريدون أن يجنوا ثروتهم على حساب صحة الناس و قد تكون الطامة الكبرى إذا ابتلي بهم أحد المصابين بمرض السكري فقد تكلفه حياته..! فهؤلاء  يتقصدون التمثيل والظهور بالأسواق بمظهر الفقير البائس كوسيلة إقناع وجذب لانتباه الزبائن والكثير من الناس يقعون بفخ دهائهم .

المصدر: العروبة العدد: 15043 التاريخ: الأحد, شباط 25, 2018- الكاتب: بديع سليمان

https://www.facebook.com/groups/wordbees