المناحل في لبنان تراعى من قبل الدولة وتحتاج الى اهتمام من العاملين بها

المناحل في لبنان تراعى من قبل الدولة وتحتاج الى اهتمام من العاملين بها


يمتاز لبنان بطبيعة جغرافية ممتازة تتلاءم مع إنتاج مختلف أنواع العسل حيث أنّ قرب المسافة بين الساحل والجبال العالية تسمح للنحالين بنقل المناحل من منطقة الى اخرى، وتمرّ مواسم إنتاج النحل في لبنان بمرحلتين الاولى صيفية والثانية ربيعية حيث تمتاز كل واحدة منهما بخصوصية تميز عسلها عن الاخر، وفقا لنوع الزهور الذي يسحب النحل رحيقه، ففي الموسم الشتائي الربيعي يكون القفير على المناطق الساحلية حيث تنقل الى سهول الحمضيات اجمالا والموسم الصيفي الخريفي يتم اعادته الى اعالي الجبال حيث يستفاد من زهور هذا الموسم.

مناحل لبنان تتميز عن مناحل الشرق الاوسط:


ان المناحل في لبنان تحتل مكانة جيدة بين مناحل الشرق الاوسط وذلك بسبب موقع لبنان حسب ما اكد في حديث لـ"النشرة" المهندس الزراعي يوسف خوري حنا، ولكنه اشار الى ان النحّالين يحتاجون الى المزيد من المعرفة على مستوى التربية والاهتمام بالنحل والقفير. وهذا ما اشار اليه رئيس منتدى التنمية لنحّالي لبنان الجنوبي طارق ياسين الذي شدد على ضرورة تدريب النحالين الهواة وغير المنتسبين الى جمعيات، لافتا بذلك الى اخطر الامراض واكثرها فتكا بالنحل وهو "طفيلي الفاروا" الذي يفتك بالمناحل نتيجة ضعف الخبرة، معتبرا ان النحال غير الكفوء هو المصدر الاساس لانتشار هذا الطفيلي.
واكد في سياق متصل احد اكبر اصحاب المناحل في بسكنتا فارس العلم ان تربية النحل تمر بأزمات بسبب التلوث الذي يصيب المزروعات من جراء رش المبيدات الى جانب النفايات التي ترمى عشوائيا. وفيما رأى المهندس خوري حنا ان الاستعمال العشوائي والمكثف للمبيدات ادى الى اضرار جسيمة بقطاع تربية النحل، وأوضح ياسين ان وزير الزراعة الحالي يعمل بجهد كبير ومكثف لانقاذ الحالة التي وصل اليها هذا القطاع ولا سيما لجهة اعطاء الادوية والعلاج بطريقة علمية لا تضر بالبيئة ولا بالموسم، مشددا على ان بعض النحالين العشوائيين لا يلتزمون بقرارات وارشادات الوزارة، وشرح ان الضرر الاكبر يأتي من تراجع المساحات الخضراء عموماً أمام اتساع البنيان الى جانب قطع الكثير من النباتات الرحيقية والطبية قبل فترة إزهارها.

ياسين: لبنان مصنف بين الدول الاولى عالميا لانتاج العسل:


يتميز لبنان بغناه البيولوجي حيث انه يحوي 3000 نوع من النباتات مسجلة رسميا وان 500 من هذه النباتات تعتبر رحيقة وبمقارنة هذه الارقام مع اوروبا فان الاخيرة رغم كبر مساحتها ولكنها تحوي فقط 700 نوع من النباتات الرحيقة هذه الاحصائية التي شدد عليها رئيس منتدى التنمية لنحالي لبنان الجنوبي، مؤكدا ان لبنان يصنف من الدول الاولى عالميا على صعيد انتاج العسل مميزا بين ثلاثة انواع من العسل اولها عسل الحمضيات الذي يصنف من عسل الدرجة الاولى لاختوائه على مادة غذائية مهمة جدا "فلافونريد" التي تحارب الخلايا الحرة في الجسم وكذلك نوه بانتاج عسل الاشواك وعسل الزعتر والعسل الاسود حيث يمتاز بالاملاح المعدنية، اما فارس العلم من جهته فرأى خوري حنا ان العسل ينقسم الى نوعين النوع الاول هو المستخرج من السنديان والذي بالعادة الذي يستخرج من النحل في المناطق دون 700 متر والنوع الثاني هو المستخرج من النحل في المناطق العالية فوق 700 وصولا الى 1400 متر.

مخاطر تهدد مراعي النحل في المستقبل:

ان المخاطر التي تهدد المناحل كثيرة وعديدة واهمها تلك المتعلقة بالفوضى العارمة عبر استيراد ملكات النحل الاجنبية وعملية التهجين التي تحصل دون رقابة، مما يفقد السلالة المحلية اصالتها ويؤدي الى انقراض سلالات النحل البلدي واحلال سلالات في بيئة لا تعتادها الامر الذي يورث صفات سيئة للجيل الجديد، هذا ما تطرق اليه ياسين مسلطا الضوء على مشاكل هذا القطاع كما نبه من التسويق العشوائي الذي لا يخضغ العسل لاي فحص مخبري، متمنيا ان يتم العمل في الموسم القادم وفق الاتفاقية التي وقعها وزير الزراعة مع السوق الاوروبية التي مازالت مغلقة امام تصريف العسل اللبناني بسبب احتوائه ترسبات من ادوية المبيدات ولهذا عمد الوزير الى توزيع مبيدات صديقة للبيئة تساهم في موضوع تصريف الانتاج اذا تطابق مع المواصفات الاوروبية.

محمد العاصي - خاص النشرة الالكترونية اللبنانية السبت 10 تشرين الثاني 2012،