عسل العرقوب التشريني

عسل العرقوب التشريني

ما الك .. الا عسل العرقوب التشريني

جريدة المستقبل-عمر يحيى


"صحتي ممتازة لأني كل عشرة ايام اتناول كيلو عسل بلدي صافي من انتاج النحل الذي اربيه في جرود جبل الشيخ"،

هو ذا حال ابو خليل (ابراهيم المصري من شبعا وعمره 83 سنة)، الذي يملك حوالي 50 قفيرا من النحل يربيها في منطقة وادي جنعم، شرقي شبعا، التي ترتفع حوالي 1800 متر عن سطح البحر، تنتج له هذه القفران حوالي 150 كيلو عسل يبيع بعضه والبعض الآخر يقدمه هدية للأهل والأصدقاء، مؤكدا انه لن يتوقف عن العمل في هذه المهنة "حتى آخر عمري لأنها باتت جزءا من حياتي وهواية اعشقها بالرغم من غياب الدعم لمربي النحل والخسائر التي تلحق بنا، وخاصة وزارة الزراعة التي لا تسال باستثناء تقديم دواء "الفاروا" وهذا العام لم يكن الدواء فعالا".

اذا طريق تربية النحل في المنطقة دونه عقبات تواجه العاملين في هذا القطاع الذي بات يشكل مصدر رزق للكثير من العائلات، في حين يشكو هؤلاء من غياب اي دعم او توعية حقيقية لهم من قبل المختصين والمهتمين اضافة الى عدم ايجاد اسواق لتصريف انتاجهم من "العسل البلدي التشريني او الصيفي الجردي حيث نربي النحل في مرتفعات جبل الشيخ الغني بالمراعي الطبيعية الواسعة وبعدها عن اي شكل من اشكال التلوث"، ويشرح ابو خليل انهم يسمونه تشريني لأن النحل يتغذى طيلة الصيف من الزهور والنباتات البرية وخصوصا عشبة الشنديب "لأن اشرف عسل هو عسل الشنديب الذي يعطي رائحة زكية ومميزة للعسل"، هذه العشبة المميزة في مرتفعات جبل الشيخ وفوائدها الصحية الكثيرة، ويكون قطاف العسل في شهر تشرين الأول.

يؤكد ابو خليل ان هذا ما يميز عسل جبل الشيخ عن غيره " إلا ان هناك من يبيع العسل على انه من شبعا والعرقوب وهذا غش، لذلك نطالب الجهات المعنية مراقبة السوق والحد من هذا الغش والتحقق من المصدر الحقيقي للعسل قبل شرائه".

بجهد فردي ينشط قطاع تربية النحل في العرقوب وحاصبيا حيث زاد عدد قفران النحل عن 2000 قفير، ويركز مربو النحل على تربية النحل البلدي وقطاف العسل التشريني فقط وليس الربيعي "لأن حركة النحل في الصيف تكون انشط وخلاياها تبقى قوية ما يؤدي الى انتاج عسل تشريني طبيعي ممتاز ومن الدرجة الأولى".

ويضيف ابو شادي، علي قمرة من كفرشوبا ولديه 18 قفير نحل يربيها على مقربة من تلال كفرشوبا المحتلة، "اقوم بتربية النحل البلدي وليس الطلياني، اي الإيطالي، لأن النحل البلدي عنده القدرة على تحمل العوامل الطبيعية والدفاع عن نفسه، إلا ان انتاجه يعادل نصف انتاج النحل الإيطالي، اي انه في الأحوال الطبيعية ينتج كل قفير نحل ايطالي حوالي 20 كيلو عسل بينما البلدي ينتج حوالي 10 كيلو".

ويشير ابو شادي، الى ان انتاج العسل تراجع هذا العام لأكثر من 60 % بسبب الحر الشديد ويباس الزهر قبل اوانه، لافتا الى ان تربية النحل تحتاج الى الكثير من الخبرة والعناية واليد العاملة خصوصا اثناء نقلها من مكان لآخر حماية لها من الشتاء والثلوج، "لذلك مهما كان سعره يبقى قليلا، اذ نبيع كيلو العسل البلدي التشريني الممتاز بـ 40 الف ليرة".

لذلك يطالب ابو شادي "الجهات المعنية ولا سيما وزارة الزراعة ارشاد وتوعية مربي النحل والتسهيلات عبر تقديم خلايا نحل "مأصلة" وبأسعار تشجيعية حماية لهذه الثروة المميزة في لبنان".